--------------------------------------------------------------------------------
عندما تضيق الدنيا بالكاتب وتقسو عليه الحياة,
ثم أراد أن يتنفس لتفريغ تلك الشحنات المتراكمة,
لا شك بأنه سوف يستخدم لغة الكتابة للتعبير عن واقع
يعيشه بالتالي يقرأه الناس,,,,
والشاعر عندما يذوق مرارة الفراق,
وأراد أن يوصف ألآمه بعد هجر المحبوب عن الديار,
لاشك بأنه سوف ينثر لغة الشعر على بساط الجرح,
للتأثير على القلوب,,,,,,
ولكن عندما تشعر المرأة بقسوة القهر,,
برأيك إلى أي لغة سوف تلجأ من أجل التعبير والحصول
على ما تريد؟؟؟؟
الكاتب يمتلك قاموس من المفردات يوظفها لنقل معاناته
حتى تنجلي غيمة الأحزان,
ولهذا يصيغها بقدرته الفائقة لجذب العقول من أجل مواساته
والوقوف إلى جانبه,,,
الشاعر يمتلك شاعريه وأسلوب عجيب يعزفه على الأوتار
الحساسة,
فيستلهم قدرته على التصوير من خياله الواسع,
فيدغدغ المشاعر بتلك الأجراس الرنانة,,
ولهذا تتعاطف معه القلوب,,,,,
فالكاتب والشاعر يستطيعان أن يترجما ما يشعران به
من خلال الشعر والكتابة,,,
ولكن عندما تعجز المرأة عن التعبير ولم تجد إلا لغة
واحده تجبرها على البوح بما في صدرها,
هل تعتقد أنها ستكون أبلغ تأثيراً من سطور الكاتب
ونغمات الشاعر؟؟؟
دعنا نرحل على صفحات المرأة ربما نتعرف على تلك
اللغة التي تنفرد بها في نهاية الأمر,,,
قد تكون المرأة شاعرة وقد تكون كاتبه إلا أنها عندما
تشعر بالقهر,
تحترق كل الكلمات المنطوقة وتذوب خلف عيونها بحيث
لا تبقى إلا لغتها الصامتة كبديل للحديث,,,
قد تبدو لنا أن لغتها صامته ولكن عندما تفيض من بحرها
الزاخر بالأسرار الغامضة,
تحكيها رقة عواطفها,,
وعندما تتلاطم أمواجها قرب شاطئها الساكن,
تترجمها أحاسيسها المرهفة,,
فتصبح لغة ذات تأثير بليغ على النفس,,,,,,
فعندما ترسل المرأة بريدها المغلف بالأشجان عبر أثير
تلك القناة الأخيرة,
ننحني ونحن نستشعر تلك المعاني المتدفقة من ينابيع
الانكسار,,
ربما ساقتنا يوماً أحاسيس الشعراء إلى أعماق وجدانهم,,
وربما أخذتنا عبارات الكتّاب إلى رياض حدائقهم المتناثرة,,
ولكن عندما تنظر إلى عيون المرأة وهي تبكي,
ربما تحط رحالك وتستقر على ضفاف نهرها الجاري,
وربما تدفعك رياح الألم وتغرق في دموعها,,
ومع هذا وذاك لا بد أن تتسلل زفراتها إلى روح القاص عن
أثار خلفتها الدموع على الخدود,,
ومن هنا قد يفسر تلك المعاني المرسلة ويقول إزاءها شي,,
فعندما تتساقط دموع المرأة تصدر إيقاعات متناغمة مع لحن
البكاء,لتشكل سمفونية تخترق إيحاءاتها الصدور المحاطة
بظلمة الليل,
فدمعة المرأة تكفي عن ترانيم الشعر وأبلغ تعبيراً من تراكيب
الكتّاب,,
لأن تأثيرها يلامس شغاف القلوب المتحجرة ويرغمها على
الاستجابة,,
فيقال(دمعة واحده من امرأة جميله تكفي لأن يرق لها أقسى
رجل)
ويقال(المرأة تحصل على ما تريد عن طريق البكاء)
إلا أنها لا تختارها للبوح بمشاعرها إلا إذا لم تجد إلى غيرها سبيل,,
كما أنها لا تلجأ إليها إلا إذا أجبرتها الظروف القاسية على ذلك,,
بالرغم أنها الوسيلة الاخيره التي تستخدمها,,,,
وبحكم أن المرأة تحمل زخم من العاطفة الجياشة ومخزون هائل
من المشاعر,,
فلا تستطيع أن تكتمها إذا شعرت بالقهر,,
وبالتالي لا تستطيع أن تلفظها إلا عبر دمعتها الوفية
التي تشرح باستفاظه حقيقة أمرها,,,
إذن لقد عرفنا أسلوب المرأة عندما تشعر بالقهر وليس باستطاعتها
التعبير إلا عن طريق البكاء,,
فلماذا ننتزع منها هذه الدمعة؟؟؟
ولماذا نجبرها على البكاء؟؟؟